الثلاثاء 05 مايو 2020

علاجان محتملان لفيروس كورونا.. الأمل موجود لكن المعلومات شحيحة

علاجان محتملان لفيروس كورونا.. الأمل موجود لكن المعلومات شحيحة

علاجان محتملان لفيروس كورونا.. الأمل موجود لكن المعلومات شحيحة

عندما بدأت جائحة كورونا مسيرتها في جميع أنحاء العالم، بدأت مباشرة عملية مطاردة لإيجاد علاج لهذا الفيروس، فهذا العلاج لن يقتصر دوره على إنقاذ أرواح الناس، بل إن مجرد التأكد من أنه متوفر سيسمح للدول بتخفيف عمليات الإغلاق التي تخنق الاقتصادات في كل مكان.

تم التركيز على ما إذا كان من الممكن إعادة استخدام الأدوية الموجودة بالفعل، والتي جمعت بالفعل أدلة على فعاليتها في التجارب السريرية.

وأولي اهتمام كبير بعقار «ريمديسيفير» وهو مضاد للفيروسات يتم وصفه لعلاج داء إيبولا، وقد طورته شركة جلعاد الأميركية.

وقال المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية في 29 أبريل، والذي يدير تجارب عشوائية لهذا الدواء، إن البيانات الأولية أظهرت أن العقار قد حقق نجاحاً.

و في 1 مايو الماضي أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها ستسمح بالاستخدام الطارئ لهذا الدواء لعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا.

«ريمديسيفير» هو نظير النوكليوتيدات، بمعنى آخر، يحاكي تركيبه أحد العناصر الكيميائية التي تشكل الشفرة الوراثية للفيروس، والتي تكون موجودة في جزيء يسمى RNA، وهو ما يشبه الحمض النووي لدى البشر DNA، ولكنه غير مطابق له، والعنصر الكيميائي الموجود في الدواء يقوم بحصر آلية تكرار الفيروس وتكاثره.

لم يكن تأثير «ريمديسيفير» كبيراً جداً، لكنه حسن من وقت تعافي المرضى من 15 يومًا إلى 11 يومًا، ولم يكن هناك فرق يعتد به إحصائيًا في معدلات الوفيات بين المرضى المعالجين بالدواء وغير المعالجين، ولكنه كان علاجاً حقيقياً، واستخدامه على المرضى سيخفض العبء على المستشفيات بمقدار أربعة أيام، أي أن الشخص يشفى في 11 يوماً بدل التعافي في 15 يوم.

 

نقص البيانات

لم يتم نشر بيانات كاملة عن التجربة التي قامت بها شركة جيلعاد بشأن هذا الدواء حتى الآن، وهو الأمر الذي يجعل الخبراء الذين لم يشاركوا في التجربة، في حالة شك.

ويقول روبن فيرنر، عالم الصيدلة الإكلينيكي بجامعة برمنغهام، في إنجلترا، "إن نقص البيانات غير مفيد ومربك للأطباء الذين يرغبون في معرفة ما إذا كان سيكون علاجًا جيدًا ومتى يعطونه".

يعتقد بعض الأطباء أنه يجب إعطاء الدواء في وقت أبكر مما كان عليه في التجربة، ليكون له تأثير أكبر.

هناك مشكلة أخرى أيضًا، وهي أن إمدادات الدواء محدودة، ويستغرق بعض الوقت لصنع المزيد منه، وقد كانت شركة جيلعاد تعمل بجد منذ بداية العام، عندما تم طرح فكرة أن عقار ريميسيفير قد يعمل ضد فيرروس كورونا.

دواء آخر

قد يكون «ريمديسيفير» بداية لإيجاد علاج، ومع ذلك هناك أدوية الأخرى قد تشكل جزءًا من هذا العلاج، منها الأدوية المضادة للفيروسات، وكذلك الأدوية المضادة للالتهابات.

أحد العلاجات المضادة للالتهابات المرشحة هو عقار «أكتيمرا»، وهو بالأساس دواء يعالج التهاب المفاصل، وكان يحمل اسم (tocilizumab) طورته شركة Roche السويسرية.

يُقتل العديد من الأشخاص الأكثر تأثراً بفيروس كورونا بسبب رد الفعل المفرط لجهازهم المناعي، والذي يُطلق عليه «عاصفة السيتوكين»، مما يؤدي إلى التهاب كبير في الرئتين وما ينتج عن ذلك من فشل تنفسي، يؤدي إلى الوفاة.

السيتوكينات تشير إلى الجزيئات التي يفرزها الجهاز المناعي من أجل تنظيم نفسها، تحدث العاصفة عندما يتم إطلاق مستويات كبيرة جداً وغير متحكم فيها من السيتوكينات، ويقوم Actemra بحظر المستقبلات الخلوية لسيتوكين يسمى إنترلوكين -6.

في تجربة حديثة لدواء «أكتيمرا»، أظهر 129 مريضًا مصابًا بشكل معتدل أو شديد بفيروس كورونا، الذين أصيبوا بالالتهاب الرئوي أن الدواء يقلل من حالات وفاة في المرضى الأكثر تضررًا.

التحدي الكبير مع العلاجات المضادة للالتهابات هو معرفة متى يتم إعطاؤها، فإذا تم تطبيقه بشكل مبكرًا جدًا، فسيقلل ذلك من الاستجابة المناعية اللازمة لقتل الفيروس. لذلك، سيحتاج الأطباء إلى النظر بعناية في البيانات الخاصة بالتجارب السريرية لدواء Actemra، لكن على الرغم من ذلك فلم يتم نشرها حتى الآن.

  •  

جميع الحقوق محفوظة