الخميس 27 أكتوبر 2022

المعلم المتهم بالتحرش.. تقديراته «امتياز»!

المعلم المتهم بالتحرش.. تقديراته «امتياز»!

المعلم المتهم بالتحرش.. تقديراته «امتياز»!

بينما فتحت قضية معلم التربية الإسلامية المتهم بالمتحرش بالأطفال، الباب على مصراعيه لملامسة معاناة الضحايا الذين يتعرضون للتحرش، والأزمات التي يمرون بها في حياتهم نتيجة هذا السلوك المنحرف الذي قد يحولهم إلى مجرمين ومنحرفين يشكلون خطراً على المجتمع في المستقبل، تكشَّفت

 لـ القبس، معلومات جديدة عن المعلم المتهم الموقوف حالياً لدى الجهات الأمنية، تشير إلى أنه معيّن في وزارة التربية منذ عام 2011، ولم ينقل من مدرسته المتوسطة في منطقة سعد العبدالله منذ تعيينه فيها.

وشدد مختصون نفسيون على أن ضحايا التحرش الجنسي يتعرضون لأضرار سلوكية ونفسية عنيفة، تجعلهم في حاجة ماسة إلى الدخول في برامج تأهيلية عاجلة، وجلسات نفسية مستعجلة ليستعيدوا الثقة بأنفسهم، محذرين من ترك الأطفال الصغار ساعات طويلة من دون رعاية أسرية.

وكشفت مصادر مسؤولة لـ القبس، تفاصيل جديدة حول قضية معلم التربية الإسلامية المصري المتهم بالتحرش بعدد من الأطفال في منطقتي الفروانية وخيطان، مشيرة إلى أنه تعين في وزارة التربية منذ 11 عاماً وتحديداً في 5 سبتمبر 2011، بعد اجتيازه المقابلة الشخصية بنجاح وإنهاء إجراءات التعاقد، ثم جرى توزيعه على منطقة الجهراء التعليمية بإحدى مدارس منطقة سعد العبدالله المتوسطة.

وأكدت المصادر أن المعلم المتهم بالتحرش حاصل على بكالوريوس في القانون والسياسة والشريعة الإسلامية، ولم ينقل من مدرسته الحالية منذ تعيينه فيها، وأن تقديراته الخاصة بتقويم الكفاءة السنوي «ممتاز» خلال السنوات العشر الماضية، أي إن نسبته المئوية السنوية في جميع بنود التقييم تتخطى %90.

وبينت أن بعض مسؤولي «التربية» والمنطقة التعليمية، تواصلوا مع الإدارة المدرسية لمتابعة الإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات، حيث سيتم رفع كتاب من مدير المدرسة إلى إدارة الشؤون القانونية بانقطاع المعلم عن العمل، تمهيداً لوقف راتبه، بعد وصول معلومات عن حجزه 21 يوماً على ذمة التحقيق من قبل النيابة، ومن ثم فصله وإنهاء خدماته من «التربية» في حال صدور حكم محكمة بإدانته.

وأشارت المصادر إلى أن الإدارة المدرسية أفادت بعدم ورود أي شكاوى تحرش من الطلبة ضد المعلم المتهم خلال سنوات تعيينه داخل المدرسة، ولم يظهر سلوكه أي نزعات إجرامية أثناء تواجده داخل الحرم المدرسي، وجرى القبض عليه من قبل «المباحث» خارج أسوار المرافق التعليمية.

الرأي النفسي التخصصي

في غضون ذلك، أكد مختصون في علم النفس والاجتماع لـ القبس، أنه رغم أن مثل هذه الجرائم تترك أثراً في نفوس الضحايا، ولاسيما إن كانوا أطفالاً، إلا أن برامج تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وتربوياً تعيد إليهم الثقة بأنفسهم، وتنتشلهم من براثن وآثار الجريمة التي وقعت بحقهم، عبر إعادة الثقة اليهم وتجنيب إصابتهم بالعقد النفسية والانحراف السلوكي.

وقالت مراقبة الخدمة النفسية في وزارة التربية منى البلوشي إن الأثر النفسي الذي قد تتركه جريمة التحرش على أي ضحية، يتمثل في الشعور بالانهزام والانكسار وعدم الثقة بالنفس وفي الآخرين، إضافة الى الدخول في نوبة من الاكتئاب الحاد والقلق الذي ينتقل بدوره الى الأهالي، ناهيك عن الاضطرابات الانفعالية كالخوف والبكاء والغضب واضطرابات النوم.

وبينت البلوشي أن ضحايا التحرش من الأطفال يحتاجون في هذه الحالة إلى تدخل سريع من قبل الباحثين النفسيين والمعالجين، عبر برامج تأهيلية عاجلة وخضوعهم لجلسات نفسية لإعادة الثقة بالنفس والتخلص من الآثار السلبية، مع اعتماد علاج دوائي لتخفيف الآلام النفسية التي لحقت بهم إن دعت الحاجة.

وعن مدى إمكانية التعامل مع الضحايا لإعادة الثقة اليهم بالمجتمع، شددت على أهمية الالتزام بالخطة العلاجية لإعادة الثقة بالنفس، وتتركز في التحكم بالأفكار والمشاعر، إضافة الى التفريغ الانفعالي عن طريق العلاج باللعب والعلاج بالرسم والعلاج المعرفي السلوكي مع المراجعين.

أضرار سلوكية

من جانبها، قالت الاختصاصية النفسية الأولى أنوار العتيبي: إنه من الواجب أن نكون قرب ابنائنا وعدم ترك الأطفال الصغار ساعات دون رعاية، وتحصينهم وتدريبهم عند احساسهم بأي نوع من الأخطار، والتنبيه عليهم منذ الصغر بعدم الوثوق بالغرباء وعدم السير في الأماكن الخالية لوحدهم.

وبينت العتيبي أن الأضرار الناجمة عن ظاهرة التحرش الجنسي تنقسم إلى أضرار سلوكية وأخرى نفسية، فالميل لسلوك ومحاولات إيذاء الذات والتغيب والهروب من المدرسة كلها تندرج تحت الأضرار السلوكية، بينما انعدام الثقة والشعور الدائم بالقلق وجلد الذات أيّ قيام الطفل بلوم نفسه بما تعرض له وهذا كله يجعل الطفل يعاني من شخصية غير سوية مترددة في اتخاذ قراراتها شخصية نستطيع بأن نصفها بالشخصية المهزوزة وغير المتزنة انفعالياً، وهو ما يعالج ببرامج تأهيلية معتمدة.

وشددت العتيبي على أهمية إسراع ذوي الطفل الذي يتعرض للتحرش، بعرضه على المختصين النفسيين لحل المشكلة وعلاج اضطراب «ما بعد الصدمة»، والتغلب على مشاعر قلق الضحية، ليعيدوا بناءه وتأهيله تأهيلاً نفسياً صحيحاً، بشكل يضمن اعادة ثقته بالآخرين.

نتائج التحرش على الضحايا

• آثاره شديدة القسوة في نفوسهم.. خصوصاً الأطفال

• يشعرون بالانهزام والانكسار وعدم الثقة في النفس والآخرين

• يدخلون في نوبة اكتئاب حاد وقلق مزعج ينتقل منهم إلى ذويهم

• تصيبهم اضطرابات انفعالية تتمثل في الخوف والبكاء والغضب

• قد يميلون لمحاولات إيذاء الذات والتغيُّب والهرب من المدرسة

• يصابون باهتزاز الشخصية والتردد في اتخاذ قرارات تخصهم 

 خطوات علاجية وتأهيلية مطلوبة

• تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وتربوياً.. لانتشالهم من الاكتئاب الحاد

• إعادة الثقة إليهم وتجنيب إصابتهم بالعقد والانحراف السلوكي

• يحتاجون تدخلاً سريعاً من قبل الباحثين النفسيين والمعالجين

• يجب إخضاعهم لجلسات نفسية تخلصهم من نوبات «لوم الذات»

• قد يحتاجون علاجاً دوائياً لتخفيف الآلام النفسية التي لحقت بهم

• الالتزام بخطة العلاج والتفريغ الانفعالي عن طريق اللعب والرسم

جميع الحقوق محفوظة