الجمعة 09 سبتمبر 2022

سياحة الكويتيين في أميركا.. مغامرة مفتوحة على المتعة

سياحة الكويتيين في أميركا.. مغامرة مفتوحة على المتعة

سياحة الكويتيين في أميركا.. مغامرة مفتوحة على المتعة

لا جدال في أن السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية للسياحة، هو حلم يراود كثيرين، باعتبارها أكبر دولة صناعية في العالم، وأعظم ينابيع الثقافة والفنون، والأكثر تنوعاً جغرافياً ومناخياً، وتضم مجتمعاً يبدو متجانساً وساحراً وبشوشاً، بقدر ما فيه من تمايز ومفارقات.

 وتجربة السفر إلى أميركا مختلفة بكل المقاييس، فكل مساحة فيها تختلف عن الأخرى، لجهة المناخ ونوعية الحياة وطبيعة المجتمع وسبل الراحة والترفيه. وحين تضع قدميك في تلك البقعة القصية، وتتقاسم مع سكانها تفاصيل الحياة، تكتشف أن طول الرحلة ومشقتها ليسا سوى مغامرة لطيفة ومبهجة تستحق أن يخوضها المرء ولو مرة في العمر. 

 

رحلتي إلى الولايات المتحدة، الممتدة لأكثر من 16 ساعة، وتوقف واحد، لم تكن مريحة، لكنني تأكدت، منذ وصولي مطار لوس انجلوس، أن تجربة السياحة في أميركا تستحق العناء، فالتنقل في مدن ولاية كاليفورنيا المختلفة، على مدى 23 يوماً، يمنحك اكتشاف طعم المغامرة كل يوم، ولا تترك مجالاً للملل الذي قد يصيب السائح في رحلات السفر الطويلة المشابهة.

 

وجهات سياحية مختلفة، وشوارع مكتظة بالناس، ومدن ترفيهية شديدة التنوع، مزدحمة بالشعب الاميركي البشوش، وبالسياح من مختلف دول العالم، بدت كلها مؤشراً على أن البلاد تجاوزت تجربة «كورونا» المريرة، وأن السياحة عادت إلى الانتعاش.

وجهة للكويتيين

التقينا، صدفةً، ببعض الأسر الخليجية والكويتية تحديداً، في وجهات ترفيهية عديدة، مثل اليونيفرسال ستيديو او ديزني لاند، كما التقينا بسواها في مجمعات بيفرلي هيلز الساحرة، التي تمنحك تجربة تسوق كما لو كنت أحد المشاهير، مما يثبت أن الولايات المتحدة مازالت وجهة الكويتيين المحببة.

ورغم صعوبة تحديد وجهات بعينها يجتمع فيها السياح الكويتيون أو الخليجيون، كما يحدث في مدن أوروبية، وذلك بسبب انتشار السياح في الولايات الأميركية الخمسين، كل حسب ما يستقطبه من ترفيه وسياحة، فإن هذا العام كان مميزاً بزيارة العديد من الكويتيين لمدن أميركية، وهو ما كان واضحاً، سواء من خلال مشاهدتهم في بعض الوجهات السياحية في كاليفورنيا أو عبر ما نقلوه من تجربة سياحية على حساباتهم في شبكات التواصل.

وليس سراً أن الولايات المتحدة تبدو الوجهة التعليمية الأولى للكويتيين الراغبين في الحصول على تعليم جيد، وتجربة حياة راقية وخلاقة، لا يمكن الحصول عليها سوى في أميركا، بينما هي وجهة علاجية كذلك، الأمر الذي يترجمه عدد البعثات الدراسية وبعثات العلاج بالخارج سنوياً الى مختلف ولاياتها.

جاذبية ساحرة

ولأميركا جاذبية سياحية لا تخطئها العين، يؤمها طيف واسع من السياح الخليجيين والكويتيين على وجه الخصوص، يتنقلون بين ولاياتها ومدنها المختلفة، فتترك فيهم بصماتٍ من سحرها، لاسيما مدن مثل لوس انجلوس، سان دييغو، نيويورك، واشنطن.

وعلى مدى سنوات، ووفقاً لإحصاءات رسمية، بلغ عدد السياح الكويتيين لأميركا 87 ألف سائح في 2016 مثلاً، فيما بلغ عدد التأشيرات السياحية التي أصدرتها السفارة الأميركية في البلاد خلال العامين الأخيرين نحو 11 ألفاً و500 تأشيرة، وأصدرت في 2020 نحو 5306 تأشيرات سياحية، وارتفع العدد إلى 6146 تأشيرة في 2021، مما يعكس شدة إقبال الكويتيين على السياحة هناك، فضلاً عن زيارات حاملي التأشيرة سابقاً، ناهيك عن التحاق 3200 طالب وطالبة كويتيين بالبعثات الدراسية في الولايات المتحدة للعام الدراسي المقبل، ليبلغ عدد الطلبة هناك نحو 8 آلاف طالب وطالبة.

ويبدو التنوع المناخي والترفيهي بين ولاية وأخرى، بل بين مدينة وغيرها، عاملاً مهماً في جذب السياح الكويتيين، فتنوّع التضاريس، والطقس، والمساحة الجغرافية الشاسعة للولايات الخمسين، تظل عوامل تفتح شهية الاكتشاف لدى السياح، إذ يتنقلون بين تجربة حياة المدن الصاخبة، ورحلات التسوق والترفيه، والتمتع بالعروض المسرحية الحية والمشوقة في مدن ولاية كاليفورنيا المختلفة، أو في نيويورك التي يمكن الوصول إليها برحلة مباشرة من الكويت، بينما هناك أيضاً ولايات أخرى لراغبي التمتع بالطبيعة والهدوء كولاية فيمونت.

الرحلة طويلة

وبالطبع، لا يمكن إنكار أن طول الرحلة من الكويت إلى الولايات المتحدة، قد يصيب الراغبين في زيارتها بالتردد، إلا أن تخرّج عدد كبير من الكويتيين في جامعات أميركية، على مدى العقود السابقة، وحنينهم إلى تجربة الحياة التي عاشوها خلال سنوات دراستهم، يقودهم دائماً إلى تكرار تذوق مشقة الرحلة، برفقة أبنائهم، هذا فضلاً عن أن أُسراً كويتية عديدة تستغل فرصة ابتعاث أبنائها للدراسة هناك لخوض تجربة السياحة في أميركا، والتعرّف على ولاياتها المختلفة وما تكتنزه من سحر وجمال. 

شعب مبتسم

أولى الملاحظات التي يرصدها السائح للولايات المتحدة، هي أنه سيلتقي بأكثر الشعوب تبسماً في وجه الآخر.. فبخلاف شعوب بعض الدول التي اعتادها السائح الخليجي بالذات، يبدو الشعب الاميركي الأكثر ابتساماً في الشارع للمارة، بشكل عام، من دون التفات إلى لونه أو مظهره.

وجه الشبه مع الكويت

للوهلة الأولى، يمكن أن تلاحظ تشابهاً كبيراً بين الولايات المتحدة والكويت في قطاعين، هما: المطاعم والمجمعات، خصوصاً في ظل العديد من الوكالات الاميركية في البلاد، فضلاً عن مساهمة خريجين كويتيين من الجامعات الاميركية في نقل تجارب وأفكار تجارية من هناك إلى الكويت.

جميع الحقوق محفوظة