الثلاثاء 18 أبريل 2023

ولي العهد: حل المجلس والعودة للشعب

ولي العهد: حل المجلس والعودة للشعب

ولي العهد: حل المجلس والعودة للشعب

في كلمة ألقاها أمس، نيابة عن صاحب السمو أمير البلاد سمو الشيخ نواف الأحمد بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، قرر سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد حل مجلس الأمة 2020، المـعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً، استناداً للمادة (107) من الدستور، والدعوة إلى انتخابات عامة في الأشهر القادمة. وقال سموه، خلال الكلمة، إن هذا القرار يأتي انتصاراً للإرادة الشعبية في ضوء تداعيات المشهد السياسي «المؤلم والمقلق»، والذي يتطلب الرجوع إلى الدستور والالتفاف حول الشعب وتنفيذ رغباته. وأكد أن الانتخابات المقبلة سيواكبها إصدار جملة من الإصلاحات السياسية والقانونية المستحقة، لنقل الدولة إلى مرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية، منعاً للخلاف، ودرءاً للتعسف في استعمال السلطة من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، وضماناً لحياد ونزاهة السلطة القضائية، بتعزيز نظام الحوكمة في تكوينها واختصاصاتها. ودعا سموه إلى تعزيز الحكم وصون هيبة الدولة والالتفاف حول قيادة سمو الأمير وعدم تجاوز سلطاته الدستورية، كما دعا إلى الحفاظ على الكويت باعتبارها الأصل والوجود والبقاء، مضيفاً أن «أعمارنا هي في أعمالنا لصالح الوطن»، والمطلوب البعد عن هدر المال والوقت وعن الخلاف والتشكيك في الذمم والتجريح والتخوين. وأعرب سموه عن اعتزازه بالطاقات الوطنية لدفع عجلة البـناء والتنمية وصولاً إلى دولة نزيهة وعادلة، مشددا على أن الغاية الأساسية هي الوحدة الوطنية «ولا نقبل المساس بها ونأمل أن تكون الحكومة على قدر المسؤولية». وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بـلطـفه تـصلح الأعمال، وبكرمه وجوده تدرك الآمال، ومنه وإليه المصير والمرجع والمآل... والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من صلى وصام وطاف بالبيت الحرام، وعلى آله وأصحابه الطيبين الكرام.

أخواتي وإخواني... بناتي وأبناء وطني العزيز:

 

أحييكم بتحية الإسلام... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إنـها لسُنّـة حسنة وفعل جميل وعادة حميدة سنّها حكامنا السابقون- طيب الله ثراهم، وأسكنهم فسيح جناته- في اغتنام العشـر الأواخر من رمضان من كل عام، ليتم فيها لقاء الأب بأبنائه، لما في هذه العشـر الأواخر من فضل العبادة وعظيم الأجر والمغفرة، ولما فيها من ليلة هي خير من ألف شهر.

ويشرفني أن ألـقي بالإنابة عن أخي وسيدي ووالد الجميع ذي المـقام السامي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المـفدى

الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه- كلمة سموه في هذه العشـر الأواخر المباركة.

أخواتي وإخواني.. أبناء وطني العزيز:

يجب علينا ونحن نتمتع بنعم الله الكثيرة علينا، والتي لا تعد ولا تـحصى، أن نحمد الله ونشكره أولاً، ونسأله تبارك وتعالى

أن يديم ويزيد ويحفظ هذه النعم، ثم يتطلب منـا ثانياً أن نستذكر وصية حكامنا السابقين- طيب الله ثراهم- وما حملـنا به الآباء والأجداد من أمانة الحفاظ على الكويت، باعتبارها الأصل والوجود والبقاء، وأن نعلم أن أعمارنا إنما هي في أعمالنا في صالح الوطن والمواطنين... متمسكين بديننا الحنيف... فـخورين بالشعب... ملتفين حول إرادته... سلاحنا مخافة الله ثم صدق النوايا وصفاء القلوب... رائدنا التعاون المثمر، وقوتنا حشد الجهود، والبعد عن هدر المال والوقت، وعن الخلاف لمجرد الاختلاف، وعن التشكيك في الذمم، وعن التجريح والتخوين والصوت المرتفع البغيض... معتزين بالطاقات الوطنية لدفع عجلة البـناء والتنمية لتحقيق طموحات وتطلعات المواطنين... وكل ذلك وصولاً إلى دولة نزيهة في سياستها، عادلة في أحكامها، معتدلة في مواقفها... معتمدة على الله ثم على سواعد رجالها ونسائها، غايتها الوحدة الوطنية التي لا نقبل المساس بها بأي حال من الأحوال.

وفي هذا المقام، نأمل من الحكومة الجديدة أن تكون على قدر المسؤولية في تحمل الأمانة.

 

أخواتي وإخواني... أبناء وطني العزيز:

انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فإننا نتابع باهتمام أعمال أجهزة الدولة، ونقوم بالتوجيه والنصح والإرشاد... وإن ما يؤلمنا في هذه الأيام ما يؤلم المواطنون مما يشهده المشهد السياسي من الشعور بالقلق، مؤكدين أنه لن يـغيـر ولن يـمس الثوابت والأسس التي تضمنها خطاب 22/6/2022، فما زلنا على العهد باقين، وبالدستور متمسكين، وبالشعب معتزين، باعتباره صاحب الكلمة المسموعة في تقرير مصيره.

أخواتي وإخواني... أبناء وطني العزيز:

إن الخروج من تداعيات المشهد السياسي الحالي يتطلب منا الرجوع إلى الدستور، باعتباره المرجعية ووثيقة الحكم... والالتفاف حول الشعب وتنفيذ رغباته.

لهذا... فقد آلـينا على أنفسنا احترام إرادة الشعب وتعزيز الحكم وصون هيبة الدولة، والالتفاف حول قيادة المقام السامي.

سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى- حفظه الله ورعاه-، وعدم تجاوز سلطاته الدستورية.

وإنه– ترتيباً على كل ما تقدم، واحتكاماً للدستور، ونزولاً واحتراماً للإرادة الشعبية– فقد قررنا حل مجلس الأمة 2020، المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً، استناداً للمادة (107) من الدستور، والدعوة لانتخابات عامة في الأشهر القادمة.

ونود أن نـبيـن أن سبب حل مجلس الأمة 2020 هو الانتصار للإرادة الشعبية، مما يتطلب معه ضرورة العودة إليها في انتخابات جديدة، وسيواكب ذلك إصدار جملة من الإصلاحات السياسية والقانونية المستحقة، لنقل الدولة إلى مرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية... منعاً للخلاف، ودرءاً لكافة أنواع التعسف في استعمال السلطة من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، وضماناً لحياد ونزاهة السلطة القضائية، بتعزيز نظام الحوكمة في تكوينها واختصاصاتها.

وفي الختام... نسأل الله العلي القدير ذي القوة المتين أن يرحم شهداءنا الأبرار، الذين بذلوا دماءهم الطاهرة دفاعاً عن الوطن الغالي... كما نسأله أن يتغمد موتانا وموتى المسلمين بواسع رحمته، وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، ويلبسهم لباس الصحة والعافية، وأن يجمع كلمة الأمتين الإسلامية والعربية على كلمة سواء، وأن يـوحد الصفوف، وأن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه.

كما نسأله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يعيد علينا شهر رمضان وعلى وطننا العزيز وهو يرفل بأثواب العزة والرفعة والفخر، وأن يحفظ وطننا الحبيب من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين وأطماع الطامعين، وأن يديم علينا نعم الأمن والأمان والرخاء والازدهار... في ظل قيادة المقام السامي سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه، وسلمه وعافاه، وجزاه عنا وعن الوطن خير الجزاء.

(ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا من أمرنا رشداً)... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه».

  •  

جميع الحقوق محفوظة