السبت 11 يونيو 2022

العنجري ردا على قرداحي : من المؤسف أن يكون الكذب علنا رغم توافر الحقائق وسهولة الوصول إليها

العنجري ردا على قرداحي : من المؤسف أن يكون الكذب علنا رغم توافر الحقائق وسهولة الوصول إليها

العنجري ردا على قرداحي : من المؤسف أن يكون الكذب علنا رغم توافر الحقائق وسهولة الوصول إليها

صرح عبدالعزيز محمد العنجري ـ المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات مدافعا عن الموقف الخليجي، في تعليقه على تصريحات جورج قرداحي الأخيرة.

وقال العنجري في تصريحه :

تصريح جورج قرداحي بالقول إن الخليجيين تخلوا عن لبنان في السنوات العشر الأخيرة، ولم يقدموا له “ولا نقطة ماي.. أو حتى صهريج بنزين أو مازوت”، على حد قوله.

وأضاف العنجري : من المؤسف أن يكون الكذب علنا رغم توافر الحقائق وسهولة الوصول إليها، لكنه مؤشر للافلاس التام الذي يعاني منه حزب الله والذي انعكس على تصريحات قرداحي الأخيرة، فكلنا يعلم أن حزب الله هو المتحكم في كل مفاصل الدولة اللبنانية، وهو المتسبب فيما يعانيه اللبنانيون الطيبون من أذى وظلم. فمشكلة لبنان كانت ولازالت لبنانية بحتة وليست بسبب طرف خارجي، والدليل قيام الاتحاد الاوروبي بمنع تحويل مساعدات مالية الى لبنان وتحديد عقوبات تطال عدد من الوجوه المالوفة بالمشهد السياسي اللبناني، كان آخرها تجميد أصول قيمتها 132 مليون دولار ضد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة. بالاضافة الى طلب الاتحاد الأوروبي من السلطات اللبنانية بضرورة استكمال الإجراءات المطلوبة من صندوق النقد الدولي، كشرط من شروط ارسال مساعدات مالية الى لبنان. كما صرح ايضا أمين عام الأمم المتحدة قبل اسابيع بضرورة “إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتسريع تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتحسين الحكم.”
فهل السعودية تتحكم في الاتحاد الاوربي والأمم المتحدة ايضا !

وللتذكير على سبيل المثال لا الحصر، قدمت الكويت للبنان قروضا بنحو 350 مليون دولار منذ عام 2012، كان آخرها اتفاقية بقيمة 60 مليون دولار لانشاء منظومات للصرف الصحي في قضاء البترون وتم توقيعها في مارس الماضي.
كما أن لبنان تلقى مساعدات سعودية تجاوزت 2.6 مليار دولار منذ 1993، منها مساعدات 13 مليون دولار في العشر سنوات الأخيرة، وهي وإن كانت تكشف عن تراجع في الدعم السعودي للبنان، لكنها تؤكد زيف ادعاء قرداحي وعن استمرار المملكة في ديمومة حبال الوصل مع لبنان وشعبه الطيب.

هذا بخلاف التجارة البينية المتدفقة بين الجانبين، وعلى سبيل المثال فإن قيمة الصادرات اللبنانية للسعودية كانت بمتوسط 275 مليون دولار سنويا في 2018 و 2019 و 2020. ولم يعكر صفوها إلا تزايد تهريب المخدرات خلال العامين الماضيين عبر المنتجات الزراعية اللبنانية لدول الخليج، وهو تصرف غير مسؤول يعرف الجميع من هو المستفيد منه في بيروت.

كما لا يمكن اختزال العلاقات الخليجية اللبنانية في جانب المساعدات النقدية والمنح، فهناك مئات آلاف اللبنانيين الذين يعملون في الخليج بحرية ويجنون أموالهم فيها بتعب واجتهاد صادق وفق بيئة حاضنة توفر لهم كما لغيرهم فرص العيش الكريم. ولا ننسى أيضا مئات آلاف الخليجيين الذين لازالوا يزورون لبنان سنويا للسياحة والاستثمار هناك رغم توتر العلاقات.

قرداحي ترك مشاكل لبنان، وتجاهل المتسببين فيها، وهو الذي يعلم علم اليقين أنه كلما تصدرت السعودية ودول الخليج ملف دعم وإعمار لبنان، نجده يتدمر بسبب أنانية حزب الله الذي لايريد الخير للبنان.

فالمساعدات الخليجية للبنان لم تتوقف كما يزعم قرداحي، لكنها تراجعت بفعل عوامل لبنانية بحته، ومطالبات الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي تتوافق مع رؤى دول الخليج في أنه لابد للمساعدات والمنح أن تذهب لمستحقيها، وهم الشعب اللبناني الطيب، لا لجيوب مثقوبة في لبنان يعرفها قرداحي جيدًا.

وختاما سيستمر قرداحي وكل من على شاكلته من المملوكين لغير هواهم في مهاجمة دول الخليج والتحريض عليها. وعلينا دائما توضيح الحقائق، فالقلب يعتصر لما آلت إليه الأوضاع في لبنان، ونتعاطف مع شعبها الطيب. ولعل ما يحدث فيها الآن ورغم بشاعته، ما هو الا بداية لتطهير لبنان من ـ خطاب المكونات ـ الذي استمر لسنوات في تدميرها. ولن يشفى من الطائفية أحد، بلا ارادة صادقة ذاتية.

جميع الحقوق محفوظة